ومنهم من حقت عليه الضلالة أي وجبت في سابق علم الله فأعلم الله عز و جل أنه إنما بعث الرسل بالأمر بالعبادة وهو من وراء الإضلال والهداية فسيروا في الأرض أي معتبرين بآثار الأمم المكذبة ثم أكد أن من حقت عليه الضلالة لا يهتدي فقال إن تحرص على هداهم أي إن تطلب هداهم بجهدك فإن الله لا يهدي من يضل قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر لا يهدى برفع الياء وفتح الدال والمعنى من أضله فلا هادي له وقرأ عاصم وحمزة والكسائي يهدي بفتح الياء وكسر الدال ولم يختلفوا في يضل أنها بضم الياء وكسر الضاد وهذه القراءة تحتمل معنيين ذكرهما ابن الأنباري
أحدهما لا يهدي من طبعه ضالا وخلقه شقيا
والثاني لا يهدي أي لا يهتدي من أضله أي من أضله الله لا يهتدي فيكون معنى يهدي يهتدي تقول العرب قد هدي فلان الطريق يريدون اهتدى واقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون
قوله تعالى وأقسموا بالله جهد أيمانهم سبب نزولها أن رجلا من المسلمين كان له على رجل من المشركين دين فأتاه يتقاضاه فكان فيما تكلم به والذي