عسلا فذكر الحديث إلى أن قال فشفي إما في الثالثة وإما في الرابعة فقال رسول الله ص - صدق الله وكذب بطن أخيك أخرجه البخاري ومسلم ويعني بقوله صدق الله هذه الآية والثاني فيه شفاء للأوجاع التي شفاؤها فيه قاله السدي والصحيح أن ذلك خرج مخرج الغالب قال ابن الأنباري الغالب على العسل أنه يعمل في الأدواء ويدخل في الأدوية فإذا لم يوافق آحاد المرضى فقد وافق الأكثرين وهذا كقول العرب الماء حياة كل شيء وقد نرى من يقتله الماء وإنما الكلام على الأغلب
والثاني أن الهاء ترجع إلى الاعتبار والشفاء بمعنى الهدى قاله الضحاك
والثالث أنها ترجع إلى القرآن قاله مجاهد والله خلقكم ثم يتوفيكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير
قوله تعالى والله خلقكم أي أو جدكم ولم تكونوا شيئا ثم يتوفاكم عند انقضاء آجالكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر وهو أردؤه وأدونه وهي حالة الهرم وفي مقداره من السنين ثلاثة أقوال
أحدها خمس وسبعون سنة قاله علي عليه السلام والثاني تسعون سنة قاله قتادة والثالث ثمانون سنة قاله قطرب
قوله تعالى لكي لا يعلم بعد علم شيئا قال الفراء لكي لا يعقل من بعد عقله الأول شيئا وقال ابن قتيبة أي حتى لا يعلم بعد علمه بالأمور شيئا لشدة هرمه وقال الزجاج المعنى أن منكم من يكبر حتى يذهب عقله خرفا