قوله تعالى وقد جعلتم الله عليكم كفيلا أي بالوفاء وذلك أن من حلف بالله فكأنه أكفل الله بالوفاء بما حلف عليه
وللمفسرين في معنى كفيلا ثلاثة أقوا أحدها شهيدا قاله سعيد بن جبير والثاني وكيلا قاله مجاهد
والثالث حفيظا مراعيا لعقدكم قاله أبو سليمان الدمشقي
قوله تعالى ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها قال مجاهد هذا فعل نساء أهل نجد تنقض إحداهن حبلها ثم تنفشه ثم تخلطه بالصوف فتعزله وقال مقاتل هي امرأة من قريش تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب كانت إذا غزلت نقضته وقال ابن السائب اسمها رائطة وقال ابن الأنباري اسمها ريطة بنت عمرو المرية ولقبها الجعراء وهي من أهل مكة وكانت معروفة عند المخاطبين فعرفوها بوصفها ولم يكن لها نظير في فعلها ذلك كانت متناهية الحمق تغزل الغزل من القطن أو الصوف فتحكمه ثم تأمر جاريتها بتقطيعه وقال بعضهم كانت تغزل هي وجواريها ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن فضربها الله مثلا لناقضي العهد ونقضت بمعنى تنقض كقوله ونادى أصحاب الجنة الأعراف ٤٣ بمعنى وينادي
وفي المراد بالغزل قولان
أحدهما أنه الغزل المعروف سواء كان من قطن أو صوف أو شعر وهو قول الأكثرين
والثاني أنه الحبل قاله مجاهد وقوله من بعد قوة قال قتادة من بعد إبرام وقوله أنكاثا أي أنقاضا قال ابن قتيبة الأنكاث ما نقض من غزل الشعر وغيره وواحدها نكث يقول لا تؤكدوا على