قيل لما بشرت به كانت كأنها تاليه له لأنها تبعته بالتصديق له
وقال ابن الأنباري كتاب موسى مفعول في المعنى لأن جبريل تلاه على موسى فارتفع الكتاب وهو مفعول بمضمر بعده تأويله ومن قبله كتاب موسى كذاك أي تلاه جبريل أيضا كما تقول العرب أكرمت أخاك وأبوك فيرفعون الأب وهو مكرم على الاستئناف بمعنى وأبوك مكرم أيضا قال وذهب قوم إلى أن كتاب موسى فاعل لأنه تلا محمدا بالتصديق كما تلاه الإنجيل
فصل
فتلخيص الآية أفمن كان على بينة من ربه كمن لم يكن قال الزجاج ترك المضاد له لأن في ما بعده دليلا عليه وهو قوله مثل الفريقين كالأعمى والأصم هود ٢٤ وقال ابن قتيبة لما ذكر قبل هذه الآية قوما ركنوا إلى الدنيا جاء بهذه الآية وتقدير الكلام أفمن كانت هذه حاله كمن يريد الدنيا فاكتفى من الجواب بما تقدم إذ كان فيه دليل عليه وقال ابن الأنباري إنما حذف لانكشاف المعنى والمحذوف المقدر كثير في القرآن والشعر قال الشاعر... فأقسم لو شيء أتانا رسوله... سواك ولكن لم نجد لك مدفعا