على استماع الخير وإبصار الحق وفعل الطاعة لأن الله تعالى حال بينهم وبين ذلك هذا معنى قول ابن عباس ومقاتل والثاني أن المعنى يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع ولا يسمعونه وبما كانوا يبصورن حجج الله ولا يعتبرون بها فحذف الباء كما تقول العرب لأجزينك ما عملت وبما عملت ذكره الفراء وأنشد ابن الأنباري في الاحتاج له... نغالي اللحم للأضياف نيئا... ونبذله إذا نضج القدور...
أراد نغالي باللحم والثالث أنهم من شدة كفرهم وعداوتهم للنبي صلى الله عليه و سلم ما كانوا يستطيعون أن يتفهموا ما يقول قاله الزجاج
والقول الثاني أنهم الأصنام فالمعنى ما كان للآلهة سمع ولا بصر فلم تستطع لذلك السمع ولم تكن تبصر فعلى هذا يرجع قوله ما كانوا إلى أوليائهم وهي الأصنام وهذا المعنى منقول عن ابن عباس أيضا لا جرم أنهم في الآخرة هم الأحسرون إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون
قوله تعالى لا جرم قال ابن عباس يريد حقا إنهم الأخسرون وقال الفراء لا جرم كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة فجرت على ذلك وكثر استعمالهم إياها حتى صارت بمنزلة حقا ألا ترى أن العرب تقول لا جرم لآتينك لا جرم لقد أحسنت وأصلها من جرمت أي كسبت الذنب قال الزجاج ومعنى لا جرم لا نفي لما ظنوا أنه ينفعهم


الصفحة التالية
Icon