فعلى هذا يخرج في معنى الأخت قولان
أحدهما أنها الأخت حقيقة والثاني المشابهة لا المناسبة كقوله تعالى وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها الزخرف ٤٨
قوله تعالى ما كان أبوك يعنون عمران امرأ سوء أي زانيا وما كانت أمك حنة بغيا أي زانية فمن أين لك هذا الولد
قوله تعالى فأشارت أي أومأت إليه أي إلى عيسى فتكلم وقيل المعنى أشارت إليه أن كلموه وكان عيسى قد كلمها حين أتت قومها وقال يا أماه أبشري فاني عبدالله ومسيحه فلما أشارت أن كلموه تعجبوا من ذلك وقالوا كيف نكلم من كان وفيها أربعة أقوال
أحدها أنها زائدة فالمعنى كيف نكلم صبيا في المهد
والثاني أنها في معنى وقع وحدث
والثالث أنها في معنى الشرط والجزاء فالمعنى من يكن في المهد صبيا فكيف نكلمه حكاها الزجاج واختار الأخير منها قال ابن الأنباري وهذا كما تقول كيف أعظ من كان لا يقبل موعظتي أي من يكن لا يقبل والماضي يكون بمعنى المستقبل في الجزاء
والرابع أن كان بمعنى صار قاله قطرب
وفي المراد بالمهد قولان أحدهما حجرها قاله نوف وقتادة والكلبي والثاني سرير الصبي المعروف حكاه الكلبي أيضا
قاله السدي فلما سمع عيسى كلامهم لم يزد على أن ترك الرضاع وأقبل عليهم بوجهه فقال إني عبدالله قال المفسرون إنما قدم ذكر العبودية ليبطل قول من ادعى فيه الربوبية


الصفحة التالية
Icon