قوله تعالى فتنازعوا أمرهم بينهم يعني السحرة تناظروا فيما بينهم في أمر موسى وتشاوروا وأسروا النجوى أي أخفوا كلامهم من فرعون وقومه وقيل من موسى وهارون وقيل أسروا هاهنا بمعنى أظهروا
وفي ذلك الكلام الذي جرى بينهم ثلاثة أقوال
أحدها أنهم قالوا إن كان هذا ساحرا فانا سنغلبه وإن يكن من السماء كما زعمتم فله أمره قاله قتادة
والثاني أنهم لما سمعوا كلام موسى قالوا ما هذا بقول ساحر ولكن هذا كلام الرب الأعلى فعرفوا الحق ثم نظروا الى فرعون وسلطانه والى موسى وعصاه فنكسوا على رؤوسهم وقالو إن هذان لساحران قاله الضحاك ومقاتل
والثالث أنه قالوا إن هذان لساحران الآيات قاله السدي
واختلف القراء في قوله تعالى إن هذان لساحران فقرأ ابو عمرو ابن العلاء إن هذين على إعمال إن وقال إني لأستحيي من الله أن أقرأ إن هذان وقرأ ابن كثير إن خفيفه هذان بتشديد النون وقرأ عاصم في رواية حفص إن خفيفة هذان خفيفه أيضا وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي إن بالتشديد هاذان بألف ونون خفيفة فأما قراءة ابي عمرو فاحتجاجه في مخالفة المصحف بما روي عن عثمان وعائشة أن هذا من غلط الكاتب على ما حكيناه في قوله تعالى والمقيمين الصلاة في سورة النساء ١٦٢ وأما قراءة عاصم فمعناها ما هذان الا ساحران