ولا يحيى ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيه وذلك جزاؤا من تزكى
قوله تعالى إنه من يأت ربه مجرما يعني مشركا فان له جهنم لا يموت فيها فيستريح ولا يحيى حياة تنفعه
أنشد ابن الأنباري في مثل هذا المعنى قوله... ألا من لنفس لا تموت فينقضي... شقاها ولا تحيا حياة لها طعم...
قوله تعالى قد عمل الصالحات قال ابن عباس قد أدى الفرائض فأولئك لهم الدرجات العلى يعني درجات الجنة وبعضها أعلى من بعض والعلى جمع العليا وهو تأنيث الأعلى قال ابن الأنباري وإنما قال فأولئك لأن من تقع بلفظ التوحيد على تأويل الجمع فاذا غلب لفظها وحد الراجع اليها وإذا بين تأويلها جمع المصروف اليها
قوله تعالى وذلك يعني الثواب جزاء من تزكى أي تطهر من الكفر والمعاصي
ولقد أوحينا الى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى يا بني اسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم


الصفحة التالية
Icon