فقذفها من يده وخرج هاربا والثالث أنه لما أوعدهم العذاب فتابوا ورفع عنهم قيل له ارجع إليهم فقال كيف أرجع فيجدوني كاذبا فانصرف مغاضبا لقومه عاتبا على ربه وقد ذكرنا هذا في يونس ٩٨
والثاني أنه خرج مغاضبا لربه قاله الحسن وسعيد بن جبير والشعبي وعروة وقال أبو بكر النقاش المعنى مغاضبا من أجل ربه وإنما غضب لأجل تمردهم وعصيانهم وقال ابن قتيبة كان مغيظا عليهم لطول ما عاناه من تكذيبهم مشتهيا أن ينزل بهم فعاقبه الله على كراهيته العفو عن قومه
قوله تعالى فظن أن لن نقدر عليه وقرأ يعقوب يفدر بضم الياء وتشديد الدال وفتحها وقرأ سعيد بن جبير وأبو الجوزاء وابن أبي ليلى يقدر بياء مرفوعة مع سكون القاف وتخفيف الدال وفتحها وقرأ أبو عمران الجوني يقدر بياء مفتوحة وسكون القاف وكسر الدال خفيفة وقرأ الزهري وابن يعمر وحميد بن قيس نقدر بنون مرفوعة وفتح القاف وكسر الدال وتشديدها ثم فيه ثلاثة أقوال
أحدها أن لن نقضي عليه بالعقوبة رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال مجاهد وقتادة والضحاك قال الفراء معنى الآية فظن أن لن نقدر عليه ما قدرنا من العقوبة والعرب تقول قدر بمعنى قدر قال أبو صخر... ولا عائدا ذاك الزمان الذي مضى... تباركت ما تقدر يكن ولك الشكر...
أراد ما تقدر وهذا مذهب الزجاج


الصفحة التالية
Icon