خص النخيل والأعناب في الآية الأولى لأنهما كانا جل ثمار الحجاز وماوالاها وكانت النخيل لأهل المدينة والأعناب لأهل الطائف
والثاني لأنهم لا يكادون يتعاهدونها بالسقي وهي تخرج الثمرة التي يكون منها الدهن
والثالث أنها تنبت بالماء الذي هو ضد النار وفي ثمرتها حياة للنار ومادة لها
والرابع لأن أول زيتونة نبتت بذلك المكان فيما زعم مقاتل
قوله تعالى طور سيناء قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو طور سيناء مكسورة السين وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي مفتوحة السين وكلهم مدها قال الفراء العرب تقول سيناء بفتح السين في جميع اللغات إلا بني كنانة فانهم يكسرون السين قال ابو علي ولا تنصرف هذه الكلمة لأنها جعلت اسما لبقعة أو ارض وكذلك سينين ولو جعلت اسما للمكان أول للمنزل أو نحو ذلك من الأسماء المذكرة لصرفت لأنك كنت قد سميت مذكرا بمذكر والطور الجبل
وفي معنى سيناء خمسة أقوال
أحدها أنه بمعنى الحسن رواه ابو صالح عن ابن عباس وقال الضحاك الطور الجبل بالسريانية وسيناء الحسن بالنبطية وقال عطاء يريد الجبل الحسن
والثاني أنه المبارك رواه العوفي عن ابن عباس
والثالث أنه اسم حجارة بعينها أضيف الجبل اليها لوجودها عنده قاله مجاهد
والرابع أن طور سيناء الجبل المشجر قاله ابن السائب