ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب إلى الله متابا والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما
قوله تعالى ومن تاب ظاهر هذه التوبة أنها عن الذنوب المذكورة وقال ابن عباس يعني ممن لم يقتل ولم يزن وعمل صالحا فاني قد قدمتهم وفضلتهم على من قاتل نبيي واستحل محارمي
قوله تعالى فانه يتوب إلى الله متابا قال ابن الأنباري معناه من اراد التوبة وقصد حقيقتها فينبغي له أن يريد الله بها ولا يخلط بها ما يفسدها وهذا كما يقول الرجل من تجر فانه يتجر في البز ومن ناظر فانه يناظر في النحو أي من أراد ذلك فينبغي أن يقصد هذا الفن قال ويجوز أن يكون معنى هذه الآية ومن تاب وعمل صالحا فان ثوابه وجزاءه يعظمان له عند ربه الذي أراد بتوبته فلما كان قوله فانه يتوب إلى الله متابا يؤدي عن هذا المعنى كفى منه وهذا كما يقول الرجل للرجل إذا تكلمت فاعلم