قوله تعالى هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم وذرياتنا على الجمع وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر وحفص عن عاصم وذريتنا على التوحيد قرة أعين وقرأ ابن مسعود وأبو حيوة قرات أعين يعنون من يعمل بطاعتك فتقر به أعيننا في الدنيا والآخرة وسئل الحسن عن قوله قرة أعين في الدنيا أم في الآخرة قال لا بل في الدنيا وأي شئ أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وولده يطيعون الله والله ما طلب القوم إلا أن يطاع الله فتقر أعينهم قال الفراء إنما قال قرة لأنها فعل والفعل لا يكاد يجمع ألا ترى إلى قوله وادعوا ثبورا كثيرا الفرقان فلم يجمعه والقرة مصدر تقول قرت عينه قرة ولو قيل قرة عين او قرات اعين كان صوابا وقال غيره أصل القرة من البرد لأن العرب تتأذى بالحر وتستروح إلى البرد
قوله تعالى واجعلنا للمتقين إماما فيه قولان
أحدهما اجعلنا ائمة يقتدى بنا قاله ابن عباس وقال غيره هذا من الواحد الذي يراد به الجمع كقوله إنا رسول رب العالمين الشعراء وقوله فانهم عدو لي الشعراء
والثاني اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم قاله مجاهد فعلى هذا يكون الكلام من المقلوب فيكون المعنى واجعل المتقين لنا إماما


الصفحة التالية
Icon