وهذا قول جماعة منهم ثم لهم في معنى الكلام ووجهه أربعة أقوال
أحدها أن فرعون أخذ أموال بني إسرائيل واستعبدهم وأنفق على موسى منها فأبطل موسى النعمة لأنها أموال بني إسرائيل قاله الحسن
والثاني أن المعنى إنك لو كنت لا تقتل أبناء بني إسرائيل لكفلني أهلي وكانت أمي تستغني عن قذفي في اليم فكأنك تمن علي بما كان بلاؤك سببا له وهذا قول المبرد والزجاج والأزهري
والثالث أن المعنى تمن علي باحسانك إلي خاصة وتنسى إساءتك بتعبيدك بني إسرائيل قاله مقاتل
والرابع أن المعنى كيف تمن علي بالتربية وقد استعبدت قومي ومن أهين قومه فقد ذل فقد حبط إحسانك إلي بتعبيدك قومي حكاه الثعلبي
فأما من فسرها على الإقرار فانه قال عدها موسى نعمة حيث رباه ولم يقتله ولا استعبده فالمعنى هي لعمري نعمة إذ ربيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل ف أن تدل على المحذوف ومثله في الكلام أن تضرب بعض عبيدك وتترك الآخر فيقول المتروك هذه نعمة علي أن ضربت فلانا وتركتني ثم تحذف وتركتني لان المعنى معروف هذا قول الفراء قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والارض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الاولين قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون