قوله تعالى وأزلفنا ثم الآخرين أي قربنا الآخرين من الغرق وهم اصحاب فرعون وقال ابو عبيدة أزلفنا أي جمعنا قال الزجاج وكلا القولين حسن لأن جمعهم تقريب بعضهم من بعض واصل الزلفى في كلام العرب القربى وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب وأبو رجاء والضحاك وابن يعمر أزلقنا بقاف وكذلك قرأوا وأزلقت الجنة الشعراء بقاف أيضا
قوله تعالى إن في ذلك لآية يعني في إهلاك فرعون وقومه عبرة لمن بعدهم وما كان أكثرهم مؤمنين أي لم يكن أكثر اهل مصر مؤمنين إنما آمنت آسية وخربيل مؤمن آل فرعون وفنة الماشطة ومريم امرأة دلت موسى على عظام يوسف هذا قول مقاتل وما أخللنا به من تفسير كلمات في قصة موسى فقد سبق بيانها وكذلك ما يفقد ذكره في مكان فهو إما أن يكون قد سبق وإما أن يكون ظاهرا فتنبه لهذا واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لابيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم او يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فانهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين والذي يطعمني ويسقين وإذا