قوله تعالى الذي خلقني فهو يهدين أي إلى الرشد لا ما تعبدون والذي هو يطعمني ويسقين أي هو رازقي الطعام والشراب
فان قيل لم قال مرضت ولم يقل أمرضني
فالجواب أنه أراد الثناء على ربه فأضاف إليه الخير المحض لأنه لو قال أمرضني لعد قومه ذلك عيبا فاستعمل حسن الادب ونظيره قصة الخضر حين قال في العيب فأردت الكهف وفي الخير المحض فأراد ربك الكهف
فان قيل فهذا يرده قوله والذي يميتني
فالجواب أن القوم كانوا لا ينكرون الموت وإنما يجعلون له سببا سوى تقدير الله عز و جل فاضافه إبراهيم إلى الله عز و جل وقوله ثم يحيين يعني البعث وهو امر لا يقرون به وإنما قاله استدلالا عليهم والمعنى أن ما وافقتموني عليه موجب لصحة قولي فيما خالفتموني فيه
قوله تعالى والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يعني ما يجري على مثلي من الزلل والمفسرون يقولون إنما عنى الكلمات الثلاث التي ذكرناها في الأنبياء يوم الدين يعني يوم الحشر والحساب وهذا احتجاج على قومه أنه لا تصلح الإلهية إلا لمن فعل هذه الأفعال رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر