وأبو عمرو سبأ نصبا غير مصروف وقرأ الباقون خفضا منونا وجاء في الحديث عن رسول الله ص - أن سبأ رجل من العرب وقال قتادة هي ارض باليمن يقال لها مأرب وقال أبو الحسن الأخفش إن شئت صرفت سبأ فجعلته اسم أبيهم أو اسم الحي وإن شئت لم تصرف فجعلته اسم القبيلة أو اسم الأرض قال الزجاج وقد ذكر قوم من النحويين أنه اسم رجل وقال آخرون الاسم إذا لم يدر ما هو لم يصرف وكلا القولين خطأ لأن الأسماء حقها الصرف وإذا لم يعلم هل الاسم للمذكر أم للمؤنث فحقه الصرف حتى يعلم أنه لا ينصرف لان أصل الأسماء الصرف وقول الذين قالوا هو اسم رجل غلط لأن سبأ هي مدينة تعرف بمأرب من اليمن بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيام فمن لم يصرفه جعله اسم مدينة ومن صرفه فلأنه اسم البلد فيكون مذكرا سمي بمذكر
قوله تعالى بنبأ يقين أي بخبر صادق إني وجدت امرأة تملكهم يعني بلقيس وأوتيت من كل شيء قال الزجاج معناه من كل شيء يعطاه الملوك ويؤتاه الناس والعرش سرير الملك قال قتادة كان عرشها من ذهب قوائمه من جوهر مكلل باللؤلؤ وكان أحد أبويها من الجن وكان مؤخر أحد قدميها مثل حافر الدابة وقال مجاهد كان قدماها كحافر الحمار وقال ابن السائب لم يكن بقدميها شيء إنما وقع الجن فيها عند سليمان بهذا القول فلما جعل لها الصرح بان له كذبهم قال مقاتل كان ارتفاع عرشها