لما بعدها وقال الزجاج الأصل تطيرنا فأدغمت التاء في الطاء واجتلبت الألف لسكون الطاء فاذا ابتدأت قلت اطيرنا وإذا وصلت لم تذكر الألف وتسقط لأنها ألف وصل وإنما تطيروا به لأنهم قحطوا وجاعوا ف قال لهم طائركم عند الله وقد شرحنا هذا المعنى في الاعراف
وفي قوله تفتنون ثلاثة أقوال
أحدها تختبرون بالخير والشر قاله ابن عباس والثاني تصرفون عن دينكم قاله الحسن والثالث تبتلون بالطاعة والمعصية قاله قتادة
وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون
قوله تعالى وكان في المدينة وهي الحجر التي نزلها صالح تسعة رهط يفسدون في الأرض يريد في أرض الحجر وفسادهم كفرهم ومعاصيهم وكانوا يسفكون الدماء ويثبتون على الأموال والفروج وهم الذين عملوا في قتل الناقة وروي عن سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح قالا كان فسادهم كسر الدراهم والدنانير قالوا فيما بينهم تقاسموا بالله أي احلفوا بالله لنبيتنه أي لنقتلن صالحا وأهله ليلا ثم لنقولن وقرأ حمزة والكسائي لتبيتنه وأهله ثم لتقولن بالتاء فيهما وقرأ مجاهد