ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين
ولما بلغ أشده قد فسرنا هذه الآية في سورة يوسف وكلام المفسرين في لفظ الآيتين متقارب إلا أنهم فرقوا بين بلوغ الأشد وبين الاستواء فأما بلوغ الأشد فقد سلف بيانه الانعام
وفي مدة الاستواء لهم قولان
أحدهما أنه أربعون سنة قاله مجاهد وقتادة وابن زيد
والثاني ستون سنة ذكره ابن جرير قال المفسرون مكث عند أمه حتى فطمته ثم ردته إليهم فنشأ في حجر فرعون وامرأته واتخذاه ولدا
قوله تعالى ودخل المدينة فيها قولان
أحدهما أنها مصر والثاني مدينة بالقرب من مصر
قال السدي ركب فرعون يوما وليس عنده موسى فلما جاء موسى ركب في أثره فأدركه المقيل في تلك المدينة وقال غيره لما توهم فرعون في موسى أنه عدوه أمر باخراجه من مدينته فلم يدخل إلا بعد أن كبر فدخلها يوما على حين غفلة من أهلها


الصفحة التالية
Icon