فيه وهو عند الله عظيم في الوزر ثم زاد عليهم في الإنكار فقال ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أي ما يحل وما ينبغي لنا أن نتكلم بهذا سبحانك وهو يحتمل التنزيه والتعجب وروت عائشة أن امرأة أبي أيوب الأنصاري قالت له ألم تسمع ما يتحدث الناس فقال ما يكون لنا ان نتكلم بهذا الآية فنزلت الآية وقد روينا آنفا أن أمه ذكرت له ذلك فنزلت الآية المتقدمة وروي عن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ذلك قال سبحانك هذا بهتان عظيم فقيل للناس هلا قلتم كما قال سعد
قوله تعالى يعظكم الله أي ينهاكم الله ان تعودوا لمثله أي إلى مثله إن كنتم مؤمنين لأن من شرط الإيمان ترك قذف المحصنة ويبين الله لكم الآيات في الأمر والنهى
ثم هدد القاذفين بقوله إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة أي يحبون أن يفشو القذف بالفاحشة وهي الزنا في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا يعني الجلد والآخرة عذاب النار وروت عمرة عن عائشة قالت لما نزل عذري قام رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل امر برجلين وامرأة فضربوا حدهم وروى أبو صالح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جلد عبد الله بن ابي ومسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش فأما الثلاثة فتابوا وأما عبد الله فمات منافقا وبعض العلماء ينكر صحة هذا ويقول لم يضرب أحدا