وفي قوله بآياتنا ثلاثة أقوال
أحدها أن المعنى تمتنعان منهم بآياتنا وحججنا فلا يصلون إليكما
والثاني أنه متعلق بما بعده فالمعنى بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون أي تغلبون بآياتنا
والثالث أن في الكلام تقديما وتأخيرا تقديره ونجعل لكما سلطانا بآياتنا فلا يصلون إليكما
فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون
قوله تعالى ما هذا إلا سحر مفترى أي ما هذا الذي جئتنا به إلا سحر افتريته من قبل نفسك ولم تبعث به وما سمعنا بهذا الذي تدعونا إليه في آبائنا الأولين وقال موسى ربي أعلم وقرأ ابن كثير قال موسى بلا واو وكذلك هي في مصاحفهم بمن جاء بالهدى أي هو بالمحق منا ومن تكون له عاقبة الدار وقرأ حمزة والكسائي وخلف والمفضل يكون بالياء والباقون بالتاء
وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين


الصفحة التالية
Icon