يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فاياي فاعبدون كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرقا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم
قوله تعالى يا عبادي الذين آمنوا قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر يا عبادي بتحريك الياء وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي باسكانها
قوله تعالى إن أرضي واسعة وقرأ ابن عامر وحده أرضي بفتح الياء وفيه ثلاثة أقوال
أحدها أنه خطاب لمن آمن من أهل مكة قيل لهم إن أرضي يعني المدينة واسعة فلا تجاوروا الظلمة في أرض مكة قاله أبو صالح عن ابن عباس وكذلك قال مقاتل نزلت في ضعفاء مسلمي مكة أي إن كنتم في ضيق بمكة من إظهار الإيمان فارض المدينة واسعة
والثاني أن المعنى إذا عمل بالمعاصي في ارض فاخرجوا منها رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس وبه قال عطاء
والثالث إن رزقي لكم واسع قاله مطرف بن عبد الله
قوله تعالى فاياي فاعبدون أثبت فيها الياء يعقوب في الحالين وحذفها الباقون قال الزجاج أمرهم بالهجرة من الموضع الذي لا يمكنهم فيه عبادة الله إلى حيث تتهيأ لهم العبادة ثم خوفهم بالموت لتهون عليهم الهجرة فقال كل نفس ذائقة الموت المعنى فلا تقيموا في دار الشرك خوفا من الموت ثم