يشوبها كما يشوب الحياة الدنيا لو كانوا يعلمون أي لو علموا لرغبوا عن الفاني في الباقي ولكنهم لا يعلمون
قوله تعالى فاذا ركبوا في الفلك يعني المشركين دعوا الله مخلصين له الدين أي افردوه بالدعاء قال مقاتل والدين بمعنى التوحيد والمعنى أنهم لا يدعون من يدعونه شريكا له فلما نجاهم أي خلصهم من أهوال البحر وأفضوا إلى البر إذا هم يشركون في البر وهذا إخبار عن عنادهم ليكفروا بما آتيناهم هذه لام الأمر ومعناه التهديد والوعيد كقوله اعملوا ما شئتم فصلت والمعنى ليجحدوا نعمة الله في إنجائه إياهم وليتمتعوا قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي باسكان اللام على معنى الامر والمعنى ليتمتعوا بباقي أعمارهم فسوف يعلمون عاقبة كفرهم وقرأ الباقون بكسر اللام في ليتمتعوا فجعلوا اللامين بمعنى كي فتقديره لكي يكفروا ولكي يتمتعوا فيكون معنى الكلام إذا هم يشركون ليكفروا وليتمتعوا أي لا فائدة لهم في الإشراك إلا الكفر والتمتع بما يتمنون به في العاجلة من غير نصب لهم في الآخرة أولم يروا أنا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين
قوله تعالى أو لم يروا يعني كفار مكة أنا جعلنا حرما آمنا يعني مكة وقد شرحنا هذا المعنى في القصص