ويومئذ يعني يوم غلبت الروم فارس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم وكان التقاء الفريقين في السنة السابعة من غلبة فارس إياهم فغلبتهم الروم وجاء جبريل يخبر بنصر الروم على فارس فوافق ذلك يوم بدر وقيل يوم الحديبية
وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقأي ربهم لكافرون
قوله تعالى وعد الله أي وعد الله وعدا لا يخلف الله وعده أن الروم يظهرون على فارس ولكن أكثر الناس يعني كفار مكة لا يعلمون ان الله لا يخلف وعده في ذلك
ثم وصف كفار مكة فقال يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا قال عكرمة هي المعايش وقال الضحاك يعلمون بنيان قصورها وتشقيق أنهارها وقال الحسن يعلمون متى زرعهم ومتى حصادهم ولقد بلغ والله من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقر الدرهم بظفره فيخبرك بوزنه ولا يحسن يصلي
قوله تعالى وهم عن الآخرة هم غافلون لأنهم لا يؤمنون بها قال الزجاج وذكرهم ثانية يجري مجرى التوكيد كما تقول زيد هو عالم وهو اوكد من قولك زيد عالم
قوله تعالى أولم يتفكروا في أنفسهم قال الزجاج معناه أولم يتفكروا فيعلموا فحذف فيعلموا لأن في الكلام دليلا عليه ومعنى إلا بالحق


الصفحة التالية
Icon