وما آتيناهم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون
قوله تعالى وما آتيتم من ربا في هذه الآية أربعة أقوال
أحدها أن الربا هاهنا أن يهدي الرجل للرجل الشئ يقصد أن يثيبه عليه أكثر من ذلك هذا قول ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وطاووس والضحاك وقتادة والقرظي قال الضحاك فهذا ليس فيه أجر ولا وزر وقال قتادة ذلك الذي لا يقبله الله ولا يجزي به وليس فيه وزر
والثاني أنه الربا المحرم قاله الحسن البصري
والثالث أن الرجل يعطي قرابته المال ليصير به غنيا لا يقصد بذلك ثواب الله تعالى قاله إبراهيم النخعي
والرابع أنه الرجل يعطي من يخدمه لأجل خدمته لا لأجل الله تعالى قاله الشعبي
قوله تعالى ليربو في أموال الناس وقرأ نافع ويعقوب لتربو بالتاء وسكون الواو أي في اجتلاب اموال الناس واجتذابها فلا يربو عند الله أي لا يزكو ولا يضاعف لأنكم قصدتم زيادة العوض ولم تقصدوا القربة
وما آتيتم من زكاة أي ما أعطيتم من صدقة لا تطلبون بها المكافأة


الصفحة التالية
Icon