يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي أرض تموت إن الله عليم خبير
قوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم قال المفسرون هذا خطاب لكفار مكة وقوله لا يجزي والد عن ولده أي لا يقضي عنه شيئا من جنايته ومظالمه قال مقاتل وهذا يعني به الكفار وقد شرحنا هذا في البقرة قال الزجاج وقوله هو جاز جاءت في المصاحف بغير ياء والأصل جازي بضمة وتنوين وذكر سيبويه والخليل أن الإختيار في الوقف هو جاز بغير ياء هكذا وقف الفصحاء من العرب ليعلموا أن هذه الياء تسقط في الوصل وزعم يونس أن بعض العرب الموثوق بهم يقف بياء ولكن الاختيار اتباع المصحف
قوله تعالى إن وعد الله حق أي بالبعث والجزاء فلا تغرنكم الحياة الدنيا بزينتها عن الاسلام والتزود لللآخرة ولا يغرنكم بالله أي بحلمه وإمهاله الغرور يعني الشيطان وهو الذي من شأنه أن يغر قال الزجاج الغرور على وزن الفعول وفعول من أسماء المبالغة يقال فلان أكول إذا كان كثير الأكل وضروب إذا كان كثير الضرب فقيل للشيطان غرور لأنه يغر كثيرا وقال ابن قتيبة الغرور بفتح الغين الشيطان وبضمها الباطل
قوله تعالى إن الله عنده علم الساعة سبب نزولها أن رجلا من