قوله تعالى والطير وقرأ أبو رزين وأبو عبد الرحمن السلمي وابو العالية وابن ابي عبلة والطير بالرفع فأما قراءة النصب فقال أبو عمرو بن العلاء هو عطف على قوله ولقد آتينا داود منا فضلا والطير أي وسخرنا له الطير قال الزجاج ويجوز ان يكون نصبا على النداء كأنه قال دعونا الجبال والطير فالطير معطوف على موضع الجبال وكل منادي عند البصريين فهو في موضع نصب قال وأما الرفع فمن جهتين إحداهما ان يكون نسقا على ما في أوبي فالمعنى يا جبال رجعي التسبيح معه أنت والطير والثانية على النداء المعنى يا جبال ويا أيها الطير أوبي معه
قال ابن عباس كانت الطير تسبح معه إذا سبح وكان إذا قرأ لم تبق دابة إلا استمعت لقراءته وبكت لبكائه وقال وهب بن منبه كان يقول للجبال سبحي وللطير أجيبي ثم يأخذ هو في تلاوة الزبور بين ذلك بصوته الحسن فلا يرى الناس منظرا أحسن من ذلك ولا يسمعون شيئا أطيب منه
قوله تعالى وألنا له الحديد أي جعلناه لينا قال قتادة سخر الله له الحديد بغير نار فكان يسويه بيده لا يدخله النار ولا يضربه بحديدة وكان اول من صنع الدروع وكانت قبل ذلك صفائح
قوله تعالى أن اعمل قال الزجاج معناه وقلنا له اعمل ويكون في معنى لأن يعمل سابغات أي دروعا سابغات فذكر الصفة لانها تدل على الموصوف
قال المفسرون كان يأخذ الحديد بيده فيصير كأنه عجين يعمل به ما يشاء


الصفحة التالية
Icon