قوله تعالى ومن الجن المعنى وسخرنا له من الجن من يعمل بين يديه باذن ربه أي بأمره سخرهم الله له وأمرهم بطاعته والكلام يدل على أن منهم من لم يسخر له ومن يزغ منهم أي يعدل عن امرنا له بطاعة سليمان نذقه من عذاب السعير وهل هذا في الدنيا أم في الآخرة فيه قولان أحدهما في الآخرة قاله الضحاك والثاني في الدنيا قاله مقاتل وقيل إنه كان مع سليمان ملك بيده سوط من نار فمن زاغ من الجن ضربه الملك بذلك السوط
يعملون له ما يشاء من محاريب وفيها ثلاثة أقوال أحدها أنها المساجد قاله مجاهد وابن قتيبة والثاني القصور قاله عطية والثالث المساجد والقصور قاله قتادة وأما التماثيل فهي الصور قال الحسن ولم تكن يومئذ محرمة ثم فيها قولان
أحدهما أنها كانت كالطواويس والعقبان والنسور على كرسيه ودرجات سريره لكي يهابها من أراد الدنو منه قاله الضحاك
والثاني أنها كانت صور النبيين والملائكة لكي يراهم الناس مصورين فيعبدوا مثل عبادتهم ويتشبهوا بهم قاله ابن السائب
وفي ما كانوا يعملونها منه قولان أحدهما من النحاس قاله مجاهد والثاني من الرخام والشبه قاله قتادة
قوله تعالى وجفان كالجوابي الجفان جمع جفنة وهي القصعة الكبيرة والجوابي جمع جابية وهي الحوض الكبير يجبي فيه الماء أي يجمع