صدره والزجاجة قلبه فكأنه مما فيه من القرأن والإيمان كوكب مضئ توقد من شجرة وهي الإخلاص فمثل الإخلاص عنده كشجرة لا تصيبها الشمس فكذلك هذا المؤمن قد احترس من أن تصيبه الفتن فان اعطي شكر وإن ابتلي صبر وإن قال صدق وإن حكم عدل فقلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم فاذا جاءه العلم ازداد هدى على هدى كما يكاد هذا الزيت يضئ قبل أن تمسه النار فاذا مسته ا شتد نوره فالمؤمن كلامه نور وعمله نور ومدخله نور ومخرجه نور ومصيره إلى نور يوم القيامة
والثالث أنه شبه القرآن بالمصباح يستضاء به ولا ينقص والزجاجة قلب المؤمن والمشكاة لسانه وفمه والشجرة المباركة شجرة الوحي تكاد حجج القرآن تتضح وإن لم نقرأ وقيل تكاد حجج الله تضئ لمن فكر فيها وتدبرها ولو لم ينزل القرآن نور على نور أي القرآن نور من الله لخلقه مع ما قد قام لهم من الدلائل والاعلام قبل نزول القرآن
قوله تعالى ويضرب الله الأمثال أي ويبين الله الأشباه للناس تقريبا إلى الأفهام وتسهيلا لسبل الإدراك في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب
قوله تعالى في بيوت قال الزجاج في من صلة قوله كمشكاة


الصفحة التالية
Icon