قوله تعالى وادعوا ثبورا كثيرا قال الزجاج الثبور مصدر فهو للقليل والكثير على لفظ الواحد كما تقول ضربته ضربا كثيرا والمعنى هلاكهم أكثر من أن يدعوا مرة واحدة وروى انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول من يكسى من اهل النار يوم القيامة إبليس يكسى حلة من النار فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته خلفه وهو يقول واثبوراه وهم ينادون يا ثبورهم حتى يقفوا على النار فينادي يا ثبوراه وينادون يا ثبورهم فيقول الله عز و جل لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربك وعدا مسؤلا
قوله تعالى قل أذلك يعني السعير خير ام جنة الخلد وهذا تنبيه على تفاوت ما بين المنزلتين لا على أن في السعير خير وقال الزجاج قد وقع التساوي بين الجنة والنار في أنهما منزلان فلذلك وقع التفضيل بينهما