والثاني ابتلاء الشريف بالوضيع والعربي بالمولى فاذا أراد الشريف أن يسلم فرأى الوضيع قد سبقه بالإسلام أنف فأقام على كفره قاله ابن السائب
والثالث أن المستهزئين من قريش كانوا إذا رأوا فقراء المؤمنين قالوا انظروا إلى أتباع محمد من موالينا ورذالتنا قاله مقاتل
فعلى الأول يكون الخطاب بقوله أتصبرون لأهل البلاء وعلى الثاني للرؤساء فيكون المعنى أتصبرون على سبق الموالي والأتباع وعلى الثالث للفقراء فالمعنى أتصبرون على أذى الكفار واستهزائهم والمعنى قد علمتم ما وعد الصابرون وكان ربك بصيرا بمن يصبر وبمن يجزع وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم وعتو عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا
قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا أي لا يخافون البعث لولا أي هلا انزل علينا الملائكة فكانوا رسلا إلينا وأخبرونا بصدقك