والثالث أن عقبة كان خليلا لأمية بن خلف فأسلم عقبة فقال أمية وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا فكفر وارتد لرضى أمية فنزلت هذه الآية قاله الشعبي
فأما الظالم المذكور هاهنا فهو الكافر وفيه قولان
أحدهما أنه أبي بن خلف رواه العوفي عن ابن عباس
والثاني عقبة بن أبي معيط قاله مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة قال عطاء يأكل يديه حتى تذهبا إلى المرفقين ثم تنبتان فلا يزال هكذا كلما نبتت يده أكلها ندامة على ما فعل
قوله تعالى يا ليتني اتخذت الأكثرون يسكنون يا ليتني وأبو عمرو يحركها قال أبو علي والأصل التحريك لانها بازاء الكاف التي للخطاب إلا أن حرف اللين تكره فيه الحركة ولذلك أسكن من اسكن والمعنى ليتني اتبعته فاتخذت معه طريقا إلى الهدى
قوله تعالى ليتني لم أتخذ فلانا في المشار إليه أربعة أقوال
أحدها أنه عنى أبي بن خلف قاله ابن عباس والثاني عقبة بن أبي معيط قاله أبو مالك والثالث الشيطان قاله مجاهد والرابع امية ابن خلف قاله السدي
فان قيل إنما يكنى من يخاف المبادأة أو يحتاج إلى المداجاة فما وجه الكناية
فالجواب أنه أراد بالظالم كل ظالم واراد بفلان كل من أطيع في معصية وأرضي بسخط الله وإن كانت الآية نزلت في شخص قاله ابن قتيبة


الصفحة التالية
Icon