لا يسئم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤس قنوط ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولون هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونآ بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد
قوله تعالى لا يسأم الإنسان قال المفسرون المراد به الكافر فالمعنى لا يمل الكافر من دعاء الخير أي من دعائه بالخير وهو المال والعافية وإن مسه الشر وهو الفقر والشدة والمعنى إذا اختبر بذلك يئس من روح الله وقنط من رحمته وقال أبو عبيدة اليؤوس فعول من يأس والقنوط فعول من قنط
قوله تعالى لئن أذقناه رحمة منا أي خيرا وعافية وغنى ليقولن هذا لي أى هذا واجب لي بعملي وأنا محقوق به ثم يشك في البعث فيقول وما أظن الساعة قائمة أي لست على يقين من البعث ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى يعني الجنة أي كما أعطاني في الدنيا يعطيني في الآخرة فلننبئن الذين كفروا أي لنخبرنهم بمساوئ أعمالهم وما بعده قد سبق إبراهيم ١٧ الإسراء ٨٣ إلى قوله تعالى ونأى بجانبه قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ونأى مثل نعى وقرأ ابن عامر وناء مفتوحة النون ممدودة والهمزة بعد الألف وقرأ


الصفحة التالية
Icon