أحدها أنها ترجع إلى بطون الإناث وقد تقدم ذكر الأزواج قاله زيد بن أسلم فعلى هذا يكون المعنى يخلقكم في بطون النساء وإلى نحو هذا ذهب ابن قتيبة فقال يخلقكم في الرحم أو في الزوج وقال ابن جرير يخلقكم فيما جعل لكم من أزواجكم ويعيشكم فيما جعل لكم من الأنعام
والثاني أنها ترجع إلى الأرض قاله ابن زيد فعلى هذا يكون المعنى يذرؤكم فيما خلق من السموات والأرض
والثالث أنها ترجع إلى الجعل المذكور ثم في معنى الكلام قولان أحدهما يعيشكم فيما جعل من الأنعام قاله مقاتل والثاني يخلقكم في هذا الوجه الذي ذكر من جعل الأزواج قاله الواحدي
والقول الثاني أن فيه بمعنى به والمعنى يكثركم بما جعل لكم قاله الفراء والزجاج
قوله تعالى ليس كمثله شيء قال ابن قتيبة أي ليس كهو شيء والعرب تقيم المثل مقام النفس فتقول مثلي لا يقال له هذا أي أنا لا يقال لي هذا وقال الزجاج الكاف مؤكدة والمعنى ليس مثله شيء وما بعد هذا قد سبق بيانه الزمر ٦٣ الرعد ٢٦ إلى قوله شرع لكم أي بين وأوضح من الدين ما وصى به نوحا وفيه ثلاثة أقوال
أحدها أنه تحليل الحلال وتحريم الحرام قاله قتادة والثاني تحريم الأخوات والأمهات قاله الحكم والثالث التوحيد وترك الشرك
قوله تعالى والذي أوحينا إليك أي من القرآن وشرائع الإسلام قال الزجاج المعنى وشرع الذي أوحينا إليك وشرع لكم ما وصى به إبراهيم


الصفحة التالية
Icon