قوله تعالى من بعد ما استجيب له أي من بعد إجابة الناس إلى الإسلام حجتهم داحضة أي خصومتهم باطلة
الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب
قوله تعالى الله الذي أنزل الكتاب يعني القرآن بالحق أي لم ينزله لغير شيء والميزان فيه قولان أحدهما أنه العدل قاله ابن عباس وقتادة والجمهور والثاني أنه الذي يوزن به حكي عن مجاهد ومعنى إنزاله إلهام الخلق أن يعملوا به وأمر الله عز و جل إياهم بالإنصاف وسمي العدل ميزانا لأن الميزان آلة الإنصاف والتسوية بين الخلق وتمام الآية مشروح في الأحزاب ٦٣
قوله تعالى يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها لأنهم لا يخافون ما فيها إذ لم يؤمنوا بكونها فهم يطلبون قيامها استبعادا واستهزاء والذين آمنوا مشفقون أي خائفون منها لأنهم يعلمون أنهم محاسبون ومجزيون ولا يدرون ما يكون منهم ويعلمون أنها الحق أي أنها كائنة لا محالة ألا إن الذين يمارون في الساعة أي يخاصمون في كونها لفي ضلال بعيد حين لم يتفكروا فيعلموا قدرة الله على إقامتها


الصفحة التالية
Icon