أن قوما من الأعراب قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا أتيناك طائعين فلنا عليك حق فنزلت هذه الآية ونزل قوله يمنون عليك أن أسلموا الحجرات ١٧ هذا قول مقاتل قال القاضي أبو يعلى وهذا يدل على أن كل من دخل في قربة لم يجز له الخروج منها قبل إتمامها وهذا على ظاهره في الحج فأما في الصلاة والصيام فهو على سبيل الاستحباب
فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم إنما الحياةالدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسئلكم أموالكم إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
قوله تعالى فلا تهنوا أي فلا تضعفوا وتدعوا إلى السلم قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم إلى السلم بفتح السين وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم بكسر السين والمعنى لا تدعوا الكفار إلى الصلح ابتداءا وفي هذا دلالة على أنه لا يجوز طلب الصلح من المشركين و دلالة على أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يدخل مكة صلحا لأنه نهاه عن الصلح