لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أي لا يرجعون إلى المدينة لاستئصال العدو إياهم وزين ذلك في قلوبكم وذلك من تزيين الشيطان
قوله تعالى وكنتم قوما بورا قد ذكرناه في الفرقان ١٨
سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا
وما بعد هذا ظاهر إلى قوله سيقول المخلفون الذين تخلفوا عن الحديبية إذا انطلقتم إلى مغانم وذلك أنهم لما انصرفوا عن الحديبية بالصلح وعدهم الله فتح خيبر وخص بها من شهد الحديبية فانطلقوا إليها فقال هؤلاء المخلفون ذرونا نتبعكم قال الله تعالى يريون أن يبدلوا كلام الله وقرأ حمزة والكسائي وخلف أن يبدلوا كلم الله بكسر اللام وفي المعنى قولان
أحدهما أنه مواعيد الله بغنيمة خيبر لأهل الحديبية خاصة قاله ابن عباس والثاني أمر الله نبيه أن لا يسير معه منهم أحد وذلك أن الله وعده وهو بالحديبية أن يفتح عليه خيبر ونهاه أن يسير معه أحد من المتخلفين قاله مقاتل
وعلى القولين قصدوا أن يجيز لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يخالف أمر الله فيكون تبديلا لأمره
قوله تعالى كذلكم قال الله من قبل فيه قولان


الصفحة التالية
Icon