هذه الآية وروى عبد الله بن مغفل قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحديبة في أصل الشجرة فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ الله بأبصارهم فقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم هل جئتم في عهد أو هل جعل لكم أحد أمانا قالوا اللهم لا فخلى سبيلهم ونزلت هذه الآية وذكر قتادة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث خيلا فأتوه باثني عشر فارسا من الكفار فأرسلهم وقال مقاتل خرجوا يقاتلون رسول الله صلى الله عليه و سلم فهزمهم النبي صلى الله عليه و سلم بالطعن والنبل حتى أدخلهم بيوت مكة قال المفسرون ومعنى الآية أن الله تعالى ذكر منته إذ حجز بين الفريقين فلم يقتتلا حتى تم الصلح بينهم وفي بطن مكة ثلاثة أقوال أحدها أنه الحديبية قاله أنس والثاني وادي مكة قاله السدي والثالث التنعيم حكاه أبو سليمان الدمشقي فأما مكة فقال الزجاج مكة لا تنصرف لأنها مؤنثة وهي معرفة ويصلح أن يكون اشتقاقها كاشتقاق بكة والميم تبدل من الباء يقال ضربة لازم ولازب ويصلح أن يكون اشتقاقها من قولهم امتك الفصيل مافي ضرع الناقة إذا مص مصا شديدا حتى لا يبقى فيه شيئا فيكون سميت