الإسلام ولم يكونوا مؤمنين وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات وأغلوا أسعارهم وكانوا يمنون على رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقولون أتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك فنزلت فيهم هذه الآية وقال السدي نزلت في أعراب مزينة وجهينة وأسلم وأشجع وغفار وهم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة الفتح وكانوا يقولون آمنا بالله ليأمنوا على أنفسهم فلما استنفروا إلى الحديبية تخلفوا فنزلت فيهم هذه الآية وقال مقاتل كانت منازلهم بين مكة والمدينة فكانوا إذا مرت بهم سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا آمنا ليأمنوا على دمائهم وأموالهم فلما سار رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الحديبية استنفرهم فلم ينفروا معه
قوله تعالى قل لم تؤمنوا أي لم تصدقوا ولكن قولوا أسلمنا قال ابن قتيبة أي استسلمنا من خوف السيف وانقدنا قال الزجاج الإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم وبذلك يحقن الدم فان كان معه اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان فأخرج الله هؤلاء من الإيمان بقوله ولما يدخل الإيمان في قلوبكم أي لم تصدقوا إنما أسلمتم تعوذا من القتل وقال مقاتل ولما بمعنى ولم يدخل التصديق في قلوبكم