أنه عجب قال الفراء وهي قراءة علي وعبد الله وابن عباس وهي أحب إلي وقد أنكر هذه القراءة قوم منهم شريح القاضي فإنه قال إن الله لا يعجب إنما يعجب من لا يعلم قال الزجاج وإنكار هذه القراءة غلط لأن العجب من الله خلاف العجب من الآدمين وهذا كقوله ويمكر الله الأنفال ٣٠ وقوله سخر الله منهم التوبة ٧٩ وأصل العجب في اللغة أن الإنسان إذا رأى ما ينكره ويقل مثله قال قد عجبت من كذا وكذلك إذا فعل الآدميون ما ينكره الله عز و جل جاز أن يقول عجبت والله قد علم الشيء قبل كونه وقال ابن الأنباري المعنى جازيتهم على عجبهم من الحق فسمى الجزاء على الشيء باسم الشيء الذي له الجزاء فسمى فعله عجبا وليس بعجب في الحقيقة لأن المتعجب يدهش ويتحير والله عز و جل قد جل عن ذلك وكذلك سمي تعظيم الثواب عجبا لأنه إنما يتعجب من الشيء إذا كان في النهاية والعرب تسمي الفعل باسم الفعل إذا داناه من بعض وجوهه وإن كان مخالفا له في أكثر معانيه قال عدي... ثم أضحوا لعب الدهر بهم... وكذلك الدهر يودي بالرجال... فجعل إهلاك الدهر وإفساده لعبا وقال ابن جريرمن ضم التاء فالمعنى بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكا وتكذيبهم تنزيلي وقال غيره إضافة العجب إلى الله على ضربين أحدهما بمعنى الإنكار والذم كهذه الآية والثاني بمعنى الاستحسان والإخبار عن تمام الرضى كقوله عليه السلام عجب ربك من شاب ليست له صبوة


الصفحة التالية
Icon