قوله تعالى فاهدوهم إلى صراط الجحيم أي دلوهم على طريقها والمعنى اذهبوا بهم إليها قال الزجاج يقال هديت الرجل إذا دللته وهديت العروس إلى زوجها وأهديت الهدية فاذا جعلت العروس كالهدية قلت أهديتها
قوله تعالى وقفوهم أي احبسوهم إنهم مسؤولون وقرأ ابن السميفع أنهم بفتح الهمزة قال المفسرون لما سيقوا إلى النار حبسوا عند الصراط لأن السؤال هناك وفي هذا السؤال ستة أقوال
أحدها أنهم سئلوا عن أعمالهم وأقوالهم في الدنيا الثاني عن لا إله إلا الله رويا جميعا عن ابن عباس والثالث عن خطاياهم قاله الضحاك والرابع سألهم خزنة جهنم ألم يأتكم نذير الملك ٨ ونحو هذا قاله مقاتل والخامس أنهم يسألون عما كانوا يعبدون ذكره ابن جرير والسادس أن سؤالهم قوله ما لكم لا تناصرون ذكره الماوردي قال المفسرون المعنى مالكم لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم في الدنيا وهذا جواب أبي جهل حين قال يوم بدر نحن جميع منتصر القمر ٤٤ فقيل لهم ذلك يومئذ توبيخا والمستسلم المنقاد الذليل والمعنى أنهم منقادون لا حيلة لهم
وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا إنما لذائقون فأغويناكم إنا كنا غاوين فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون