والثاني أن جواب ص قوله كم أهلكنا من قبلهم من قرن ومعناه لكم فلما طال الكلام حذفت اللام ومثله والشمس وضحاها قد أفلح الشمس ١ و ٩ فإن المعنى لقد أفلح غير أنه لما اعترض بينهما كلام تبعه قوله قد أفلح حكاه الفراء وثعلب أيضا
والثالث أنه قوله إن كل إلا كذب الرسل ص ١٤ حكاه الأخفش
والرابع أنه قوله إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ص ٦٤ قاله الكسائي وقال الفراء لا نجده مستقيما في العربية لتأخره جدا عن قوله والقرآن
والخامس أن جوابه محذوف تقديره والقرآن ذي الذكر ما الأمر كما يقول الكفار ويدل على هذا المحذوف قوله بل الذين كفروا في عزة وشقاق ذكره جماعة من المفسرين وإلى نحوه ذهب قتادة والعزة الحمية والتكبر عن الحق وقرأ عمرو بن العاص وأبو رزين وابن يعمر وعاصم الجحدري ومحبوب عن أبي عمرو في غرة بغين معجمة و راء غير معجمة والشقاق الخلاف والعداوة لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقد سبق بيان الكلمتين مشروحا البقرة ٢٠٦ ١٣٨
ثم خوفهم بقوله كم أهلكنا من قبلهم من قرن يعنى الأمم الخالية فنادوا عند وقوع الهلاك بهم وفي هذا النداء قولان أحدهما أنه الدعاء والثاني الاستغاثة


الصفحة التالية
Icon