قوله تعالى بل نحن محرومون أي حرمنا ما كنا نطلبه من الريع في الزرع وقد نبه بهذا على أمرين
أحدهما إنعامه عليهم إذ لم يجعل زرعهم حطاما
والثاني قدرته على إهلاكهم كما قدر على إهلاك الزرع فأما المزن فهي السحاب واحدته مزنة
وما بعد هذا ظاهر إلى قوله تورون قال أبو عبيدة تستخرجون من أوريت وأكثر ما يقال وريت وقال ابن قتيبة التي تستخرجون من الزنود قال الزجاج تورون أي تقدحون تقول أوريت النار إذا قدحتها
قوله تعالى أأنتم أنشأتم شجرتها في المراد بشجرتها ثلاثة أقوال
أحدها أنها الحديد رواه أبو صالح عن ابن عباس
والثاني أنها الشجرة التي تتخذ منها الزنود وهو خشب يحك بعضه ببعض فتخرج منه النار هذا قول ابن قتيبة والزجاج
والثالث أن شجرتها أصلها ذكره الماوردي
قوله تعالى نحن جعلناها تذكرة قال المفسرون إذا رآها الرائي ذكر نار جهنم وما يخاف من عذابها فاستجار بالله منها ومتاعا أي منفعة للمقوين وفيهم أربعة أقوال
أحدها أنهم المسافرون قاله ابن عباس وقتادة والضحاك قال ابن قتيبة سموا بذلك لنزلهم القوى وهو القفر وقال بعض العلماء المسافرون أكثر حاجة إليها من المقيمين لأنهم إذا أوقدوها هربت منهم السباع واهتدى به الضال


الصفحة التالية
Icon