اتبعوه يعني الحواريين وغيرهم من أتباعه على دينه رأفة وقد سبق بيانها النور ٢ متوادين كما وصف الله تعالى أصحاب نبينا عليه الصلاة و السلام فقال تعالى رحماء بينهم الفتح ٢٩
قوله تعالى ورهبانية ابتدعوها ليس هذا معطوفا على ما قبله وإنما انتصب بفعل مضمر يدل عليه ما بعده تقديره وابتدعوا رهبانية ابتدعوها أي جاؤوا بها من قبل أنفسهم وهي غلوهم في العبادة وحمل المشاق على أنفسهم في الامتناع عن المطعم والمشرب والملبس والنكاح والتعبد في الجبال ما كتبناها عليهم أي ما فرضناها عليهم وفي قوله تعالى إلا ابتغاء رضوان الله قولان
أحدهما أنه يرجع إلى قوله تعالى ابتدعوها وتقديره ما كتبناها عليهم إلا أنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله ذكره علي بن عيسى والرماني عن قتادة وزيد بن أسلم
والثاني أنه راجع إلى قوله تعالى ما كتبناها ثم في معنى الكلام قولان أحدهما ما كتبناها عليهم بعد دخولهم فيها تطوعا إلا ابتغاء رضوان الله قال الحسن تطوعوا بابتداعها ثم كتبها الله عليهم وقال الزجاج لما ألزموا أنفسهم ذلك التطوع لزمهم إتمامه كما أن الإنسان إذا جعل على نفسه صوما لم يفترض عليه لزمه أن يتمه قال القاض ابو يعلى والابتداع قد يكون بالقول


الصفحة التالية
Icon