والثاني أنها نزلت في الأغنياء وذلك أنهم كانوا يكثرون مناجاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ويغلبون الفقراء على المجالس حتى كره رسول الله ص - ذلك فنزلت هذه الآية فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا وأما أهل الميسرة فبخلوا واشتد ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت الرخصة قاله مقاتل بن حيان وإلى نحوه ذهب مقاتل بن سليمان إلا أنه قال فقدر الفقراء حينئذ على مناجاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يقدم أحد من أهل الميسرة صدقة غير علي بن أبي طالب
وروى مجاهد عن علي رضي الله عنه قال آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولن يعمل بها أحد بعدي آية النجوى كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي رسول الله صلى الله عليه و سلم قدمت درهما فنسختها الآية الأخرى أأشفقتم أن تقدموا الآية
قوله تعالى ذلك خير لكم وأظهر أي تقديم الصدقة على المناجاة خير لكم لما فيه من طاعة الله وأطهر لذنوبكم فإن لم تجدوا يعني الفقراء فإن الله غفور رحيم إذ عفا عمن لا يجد
قوله تعالى أأشفقتم أي خفتم بالصدقة الفاقة وتاب الله عليكم أي فتجاوز عنكم وخفف بنسخ إيجاب الصدقة قال مقاتل بن حيان إنما كان ذلك عشر ليال قال قتادة ما كان إلا ساعة من نهار
ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون إتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء


الصفحة التالية
Icon