جنة أي سترة يتقون بها القتل قال ابن قتيبة المعنى استتروا بالحلف فكلما ظهر لهم شيء يوجب معاقبتهم حلفوا كاذبين فصدوا عن سبيل الله فيه قولان
أحدهما صدوا الناس عن دين الإسلام قاله السدي
والثاني صدوا عن جهادهم بالقتل وأخذ مالهم
قوله تعالى فيحلفون له قال مقاتل وقتادة يحلفون لله في الآخرة أنهم كانوا مؤمنين كما حلفوا لأوليائه في الدنيا ويحسبون أنهم على شيء من أيمانهم الكاذبة ألا إنهم هم الكاذبون في قولهم وأيمانهم
قوله تعالى استحوذ عليهم الشيطان قال أبو عبيدة غلب عليهم وحاذهم وقد بينا هذا في سورة النساء عند قوله تعالى نستحوذ عليكم آية ١٤١ وما بعد هذا ظاهرا إلى قوله تعالى أولئك في الأذلين أي في المغلوبين فلهم في الدنيا ذل وفي الآخرة خزي إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ألولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منهم ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون
قوله تعالى كتب الله أي قضى الله لأغلبن أنا ورسلي وفتح الياء نافع وابن عامر


الصفحة التالية
Icon