أحدهما أنها تقول ذلك بعد امتلائها فالمعنى هل بقي في موضع لم يمتلئ أي قد امتلأت
والثاني أنها تقول تغيظا على من عصى الله تعالى وجعل الله فيها أن تميز وتخاطب كما جعل في النملة أن قالت أدخلوا مساكنكم وفي المخلوقات أن تسبح بحمده
قوله تعالى وأزلفت الجنة للمتقين أي قربت للمتقين الشرك غير بعيد أي جعلت عن يمين العرش حيث يراها أهل الموقف ويقال لهم هذا ا لذي ترونه ما توعدون وقرأ عثمان بن عفان وابن عمر ومجاهد وعكرمة وابن محيصن يوعدون بالياء لكل أواب وفيه أقوال قد ذكرناها في بني إسرائيل ٢٥ وفي حفيظ قولان
أحدهما الحافظ لذنوبه حتى يرجع عنها قاله ابن عباس
والثاني الحافظ لأمر الله تعالى قاله مقاتل
قوله تعالى من خشي الرحمن بالغيب قد بيناه في الأنبياء ٩ وجاء بقلب منيب أي راجع إلى طاعة الله عن معصيته
أدخلوها أي يقال لهم أدخلوا الجنة بسلام وذلك أنهم سلموا من عذاب الله وسلموا فيها من الغموم والتغير والزوال وسلم الله وملائكته عليهم ذلك يوم الخلود في الجنة لأنه لا موت فيها ولا زوال
لهم ما يشاؤون فيها وذلك أنهم يسألون الله حتى تنتهي مسائلهم