قوله تعالى وقد كفروا الواو للحال وحالهم أنهم كفروا بما جاءكم من الحق وهو القرآن يخرجون الرسول وإياكم من مكة أن تؤمنوا بالله إن كنتم خرجتم هذا شرط جوابه متقدم وفي الكلام تقديم وتأخير قال الزجاج معنى الآية إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي فلا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
قوله تعالى تسرون إليهم بالمودة الباء في المودة حكمها حكم الأولى قال المفسرون والمعنى تسرون إليهم النصيحة وأنا أعلم بما أخفيتم من المودة للكفار وما أعلنتم أي أظهرتم بألسنتكم وقال ابن قتيبة المعنى كيف تستسرون بمودتكم لهم مني وأنا أعلم بما تضمرون وما تظهرون
قوله تعالى ومن يفعله منكم يعني الإسرار والإلقاء إليهم فقد ضل سواء السبيل أي أخطأ طريق الهدى ثم أخبر بعداوة الكفار فقال تعالى إن يثقفوكم أي يظفروا بكم يكونوا لكم أعداء لا موالين ويبسطوا إليكم أيديهم بالضرب والقتل وألسنتهم بالسوء وهو الشتم وودوا لو تكفرون فترجعون إلى دينهم والمعنى أنه لا ينفعكم التقرب إليهم بنقل أخبار رسول الله صلى الله عليه و سلم
قوله تعالى لن تنفعكم أرحامكم أي قراباتكم والمعنى ذوو أرحامكم أراد لن ينفعكم الذين عصيتم الله لأجلهم يوم القيامة يفصل بينكم قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو يفصل برفع الياء وتسكين الفاء ونصب الصاد وقرأ ابن عامر يفصل بينكم برفع الياء والتشديد وفتح الصاد وافقه حمزة والكسائي وخلف إلا أنهم كسروا الصاد وقرأ عاصم غير المفضل ويعقوب بفتح الياء وسكون الفاء وكسر الصاد وتخفيفها وقرأ أبي بن كعب