قوله تعالى إن زعمتم أنكم أولياء لله وذلك أن اليهود قالوا نحن ولد إسرائيل الله بن ذبيح الله بن خليل الله ونحن أولى بالله عز و جل من سائر الناس وإنما تكون النبوة فينا فقال الله عز و جل لنبيه عليه الصلاة و السلام قل لهم إن كنتم أولياء لله فتمنوا الموت لأن الموت خير لأولياء الله من الدنيا وقد بينا هذا وما بعده في البقرة ٩٤ إلى قوله تعالى قل إن الموت الذي تفرون منه وذلك أن اليهود علموا أنهم أفسدوا على أنفسهم أمر الآخرة بتكذيبهم محمدا وكانوا يكرهون الموت فقيل لهم لابد من نزوله بكم بقوله تعالى فإنه ملاقيكم قال الفراء العرب تدخل الفاء في كل خبر كان اسمه مما يوصل مثل من و الذي فمن فمن أدخل الفاء ها هنا ذهب بالذي إلى تأويل الجزاء وفي قراءة عبد الله إن الموت الذي تفرون منه ملاقيكم وهذا على القياس لأنك تقول إن أخاك قائم ولا تقول فقائم ولو قلت إن ضاربك فظالم لجاز لأن تأويله إن من يضربك فظالم وقال الزجاج إنما جاز دخول الفاء لأن في الكلام معنى الشرط والجزاء ويجوز أن يكون تمام الكلام عند قوله تعالى تفرون منه كأنه قيل إن فررتم من أي موت كان من قتل أو غيره فإنه ملاقيكم وتكون فإنه اسئنافا بعد الخبر الأول
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون
قوله تعالى إذا نودي للصلاة وهذا هو النداء الذي ينادى به إذا جلس الإمام على المنبر ولم يكن في عهد رسول الله نداء سواه كان إذا


الصفحة التالية
Icon