لا يفقهون أي لا يعلمون أن الله رازقهم في حال إنفاق هؤلاء عليهم يقولون لئن رجعنا من هذه الغزوة وقد تقدم ذكرها وهذا قول ابن أبي ليخرجن الأعز يعني نفسه وعنى ب الأذل رسول الله صلى الله عليه و سلم وقرأ الحسن لنخرجن بالنون مضمومة وكسر الراء الأعز بنصب الزاي والأذل منصوب على الحال بناء على جواز تعريف الحال أو زيادة أل فيه أو بتقدير مثل المعنى لنخرجنه ذليلا على أي حال ذل والكل نصبوا الأذل فرد الله عز و جل عليه فقال ولله العزة وهي المنعة والقوة ولرسوله وللمؤمنين بإعزاز الله ونصره إياهم ولكن المنافقين لا يعلمون ذلك
يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون
قوله تعالى لا تلهكم أي لا تشغلكم وفي المراد بذكر الله ها هنا أربعة أقوال
أحدها طاعة الله في الجهاد قاله أبو صالح عن ابن عباس
والثاني الصلاة المكتوبة قاله عطاء ومقاتل
والثالث الفرائض من الصلاة وغيرها قاله الضحاك
والرابع أنه على إطلاقه قال الزجاج حضهم بهذا على إدامة الذكر
قوله تعالى وأنفقوا مما رزقناكم في هذه النفقة ثلاثة أقوال
أحدها أنه زكاة الأموال قاله ابن عباس
والثاني أنها النفقة في الحقوق الواجبة بالمال كالزكاة والحج ونحو ذلك وهذا المعنى مروي عن الضحاك