قوله تعالى فلم يزدهم دعائي إلا فرارا أي تباعدا من الإيمان وإني كلما دعوتهم إلى الإيمان والطاعة جعلوا أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا صوتي واستغشوا ثيابهم أي غطوا بها وجوههم لئلا يروني وأصروا على كفرهم واستكبروا عن الإيمان بك واتباعي ثم إني دعوتهم جهارا أي معلنا لهم بالدعاء قال ابن عباس بأعلى صوتي ثم إني أعلنت لهم أي كررت الدعاء معلنا وأسررت لهم إسرارا قال ابن عباس يريد أكلم الرجل بعد الرجل في السر وأدعوه إلى توحيدك وعبادتك فقلت استغفروا ربكم قال المفسرون منع الله عنهم القطر وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة فقال لهم نوح استغفروا ربكم من الشرك أي استدعوا مغفرته بالتوحيد يرسل السماء عليكم مدرارا قد شرحناه في أول الأنعام ٦ ومعنى الكلام أنه أخبرهم أن الإيمان يجمع لهم خير الدنيا والآخرة
قوله تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا فيه أربعة أقوال
أحدها لا ترون لله عظمة قال الفراء وابن قتيبة
والثاني لا تخافون عظمة الله قاله الفراء وابن قتيبة
والثالث لا ترون لله طاعة قاله ابن زيد
والرابع لا ترجون عاقبة الإيمان والتوحيد قاله الزجاج


الصفحة التالية
Icon